أبا أحمد… طِبتَ حيًّا رثاءُ خادمِ أهلِ البيت الحاج سلمان المحيميد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
رحم الله من يعيد سورة الفاتحة المباركة، تسبقها الصلاة على محمد وآل محمد.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي﴾
صدق الله العلي العظيم.
بقلوب مكلومة ننعى خادم أهل البيت
، الذي أفنى عمره في درب الخدمة بصدق وتواضع، فكان للناس أخا، وللحسين
خادما، وللمكارم رجلا. نودع هذه الأيام رجلا عاش للخير، ورحل وقد ترك إرثا من الوفاء والسيرة العطرة. لم يكن حضوره عابرا، بل لا يزال له أثر باق في القلوب، وذكر طيب يتردد في المجالس. رحمك الله يا أبا أحمد، وحشرك مع محمد وآله الأطهار.
نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة فقيدنا الغالي الحاج سلمان احمد المحيميد. وإلى عائلة المحيميد وذويهم الكرام، وإلى أهالي أم الحمام الكرام. نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله من يعيد سورة الفاتحة المباركة، تسبقها الصلاة على محمد وآل محمد.
كَرِيمُ النَّفْسِ
أَبَا أَحْمَدَ إِنَّ الْقَلْبَ مُنْكَسِرٌ وَمُعْتَصِرٌ،
وَالدَّمْعُ فِي مُقْلَتِي يَجْرِي وَيَنْهَمِرُ.
قَدْ كُنْتَ بَدْرًا يُنِيرُ اللَّيْلَ مُبْتَسِمًا،
وَالْيَوْمَ طَيْفُكَ فِي الْأَرْوَاحِ مُنْكَسِرُ.
رَحَلْتَ عَنَّا وَهَاهُمُ الْأَحْبَابُ فِي أَلَمٍ،
كَأَنَّ الدَّرْبَ فِي الْأَحْزَانِ يَنْحَسِرُ.
أَيَا رَجُلَ الصِّدْقِ، مَا لِلْخَيْرِ مَلْجَأُهُ؟
سِوَاكَ إِنْ جَدَّ وَقْتٌ أَوْ جَفَا قَدَرُ.
بَنَيْتَ نَفْسَكَ فِي صَمْتٍ وَفِي هِمَمٍ،
وَصُغْتَ مَجْدَكَ لَا فَخْرٌ وَلَا بَطَرُ.
وَكُنْتَ فِيهِمْ كَرِيمَ النَّفْسِ، مُشْتَهِرًا
بِالصِّدْقِ، بِاللِّينِ، بِالْإِحْسَانِ تَفْتَخِرُ.
وَفِي الْمَجَالِسِ وَجْهٌ لَا يُفَارِقُهَا،
وَفِي الْمَلَمَّاتِ سَيْفٌ يُرْتَجَىٰ ظَفَرُ.
كَأَنَّكَ النَّبْعُ، لَا يُرْوَى الْوَرَىٰ أَبَدًا،
إِلَّا إِذَا ضَاقَ فِي أَحْشَائِهِمْ مَطَرُ.
وَأَقْبَلَ الدَّاءُ وَالْأَيَّامُ قَاسِيَةٌ،
فَمَا تَزَعْزَعَ فِيهَا الصَّبْرُ وَالْوَتَرُ.
يَطْوِي الْأَنِينَ وَلَا يَبْدُو لَهُ جَزَعٌ،
كَأَنَّ فِي صَمْتِهِ الصَّبْرُ يَزْدَهِرُ.
رِضًا تَوَسَّدَهُ، وَالْبَلْوَىٰ تُحَاصِرُهُ،
فَسَارَ بِالصَّبْرِ حَتَّىٰ يَنْجَلِيَ الْكَدَرُ.
دَوْمًا لِذِكْرِ الْآلِ صَدَّاحُ مَجَالِسِهِ،
وَفِي صَمْتِهِ فِعْلُ الْخَيْرِ يَنْتَشِرُ.
فَنَمْ قَرِيرًا، فَفِي الْأَرْوَاحِ مَنْزِلُكَ،
وَفِي الْقُلُوبِ ضِيَاءٌ أَنْتَ تُدَّخَرُ.
سَقَىٰ الْإِلَهُ ثَرَاكَ الطَّيِّبَ وَالْكَرَمُ،
وَجَادَ رَبُّكَ بِالْغُفْرَانِ وَالظَّفَرُ.
الْخَاتِمَةُ: أَعْظَمَ اللهُ أُجُورَنَا وَأُجُورَكُمْ، وَخِتَامًا نُهْدِي فَقِيدَنَا ثَوَابَ سُورَةِ الْفَاتِحَةِ الْمُبَارَكَةِ، تُسْبَقُهَا الصَّلَوَاتُ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
جَاسِمُ عَلِيٍّ آلُ رِضْوَان
29 جُمَادَىٰ الْآخِرِ 1446 ه







